في المعجم : (نمرود) هو المتكبر الجبار العات ، وأصلها (نمرد)
جاء أول ذكر للـ(نمرود) في سفر التكوين : "وكوش وَلَدَ نمرود الذي إبتدأ يكون جباراً في الأرض"
وبذلك هو أول حاكم جبار في الأرض بعد الطوفان ، مبتدئاً سلسلة الكفر والطغيان من جديد ، فهو
ابن كوش بن حام بن نوح ، مباشرة
و(بابل) حسب النبي (ميخا) من إنجازات النمرود : " فيرعون أرض آشور بالسيف وأرض نمرود في أبوابها"
لكن (بابل) بالحقيقة تعني بالآكادية (باب) (إيل) ، بمعنى : (بوابة الله)
و(بابل) بالحقيقة دانت بعبادة الإله (مردوخ) الذي يلقب بـ(بعل) بمعنى السيد أو المولى ، وهو المذكور في القرآن : "أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين"
فكيف نفهم أن هذا الملك الجبار ، أنشأ هذه المدينة المغموسة بالكفر وأسماها (بوابة الله) : (بابل)
فلنحاول أن نجد الإجابة من المشروع الذي إشتهرت به هذه المملكة ، وهو (برج بابل)
القصة بإختصار : أن البشر أرادوا الصعود إلى السماء ، ليتحدوا الله ، فشرعوا ببناء برج ، فبلبل الله ألسنتهم فلم يعودوا يفهم أحدهم الآخر ، فتوقف البناء ، وفشل المشروع ، هذه قصة سفر التكوين
يعتقد الباحثين أن البرج هو (زاقورة أور) ، وأصل كلمة (زاقورة) الآكادي (زيجوراتو) بمعنى قمة.
ما هي أهمية هذا البرج ، وما هي وظيفته ، ولماذا كان مشروع مهم ومستمر بالنسبة للملوك على مدى التاريخ؟
وبرج بابل ليس معبد ، لأن المعابد تحيط به ، وهو مشابه للإهرامات الفرعونية ، بحيث لا يوجد ما يشير إلى وظيفته ، مع كلفة بناءه وحجمه الهائل بالحقيقة قد يكون هناك ما يربط الإهرامات ببرج بابل
فـ(زاقورة أور) مبنية من الطين المشوي ، بينما المعابد والقصور والتماثيل مبنية من الجرانيت والحجر الكلسي ، لماذا الطين المشوي؟
بماذا يذكرك (الطين المشوي) ؟ ، ألا يذكرك بالآية : "فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى"
هل برج بابل يحمل نفس هدف فرعون ، وهل إسم المدينة (بابل) (بوابة الله) ترمز إلى مشروع الصعود إليه ، هل هو مشروع تحدي البشر لله ، مشروع فرعون ، مشروع النمرود : (إذ قال إبراهيم : ربي الذي يحيي ويميت ، قال : أنا أحيي وأميت)
أما لماذا (الطين المشوي) فقد نجد الإجابة عند (ناسا) وكالة الفضاء الأمريكية ، حيث تجعل تحت صواريخ الفضاء حوض من الماء ، حيث يعكس الماء الموجات الصوتية لمحركات الصواريخ لتساهم بدفع الصاروخ ، بالإضافة للبخار الذي يساهم كذلك بتخفيف وزن الصاروخ ودفعه إلى أعلى
0 التعليقات: